Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
24 avril 2012 2 24 /04 /avril /2012 23:49

.

 

...    خطى متثاقلةً أتت من بيتِ .. "قط أسود !.. تبا له من صباح !".
تـَـفَّ و.. مرت خطاه.. و راحت نحو حافلة. هكذا بدأ النهار.. سواد" !
تسرب الهر الأسود إلى سراديب دماغه، تنقل في غشاوة بين المكاتب و الغرف و الناس. كان دخيلا هناك و كان النور قليلا. وجد لنفسه هناك ركنا في الحال، و ثمة استقر سوادا على سواد يجهل ذو ذا الدماغ أنه هناك ! كيف سيقضي يومه.. بهكذا بصر حسير ؟
نظرةٌ التفت صباحا على صاحبها بعد أن حامت عليه و جالت و عادت فاندست من خلال نقط النور القليلة في لوحات دماغه و انقلبت إلى عينيه اللتين فقدتا بعضا من نورهما فاسودت الدنيا فيهما. كيف يمر نهاره من لبس نظارات سوداء دون علم منه؟ نظر و لا بصر !
كيف مر النهار ؟ !.. لنا أن نتصور...
إلى بيته عاد عشاء. 'هر' أسود في زبالة الحي نصفُه انحشر. رمقه.. تصيده، و في غفلة من القطة المسكينة البريئة، بعنف أسود ركلـ'ـه'. فزعت القطة و فرت بعيدا لا تدري ما حل بها، استدارت في جريها و خففت من سرعها ثم توقفت على خواء متأهب تنظر إليه نظرة ملؤها الخوف و الاستغراب و الحذر... تف عليـ'ـه' الرجل ثانية و انحنى ليلتقط حجرا و عاد و قام.. رحلت القطة. لقد كانت أعقل !
في الشارع الخلفي.. ظلال تمر في نور المصابيح العمومية و الخاصة جيئة و ذهابا و أحيانا تتوقف قليلا أو كثيرا حسب الغرض، و كانت القطة السوداء تتجول هناك مع رهط من الهرر من جميع الألوان متسللة بين الخطى العابرة في تحد بارع و ذكي للأرجل.. تبحث في الليل عما تأكل داخل أكياس قمامة المَلبنات و محلات الشواء و الأكلات الخفيفة و تلتقط ما تجود عليها به بعض الأيادي الرحيمة.
كانت هناك في هذه الأسواق الليلية تأكل و تتجول بين الكائنات، بينما دخل هو إلى البيت و انزوى في أقرب ركن و أخرج من جيبه علبة سجائره و ولاعة و ضعهما على الطاولة في بعض عنف و صاح  :
-
 "حضري لي كأس قهوة". "سوداء ! و هات أنت منفضة الرماد !"...

... في الغرفة دخان.. و من المطبخ انبعثت أدخنة بخور.

Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation

  • : Allal Ferri عــــلال فـــري
  • : Les mots.. ces dessins et leurs sons.. disent beaucoup sur nous... Réflexions en Vers Fibres et Traduction
  • Contact

Recherche

Liens